العلاج الجراحي لإصلاح انحناء القضيب

تلحظ السنوات القليلة الماضية , تطوراً كبيراً في طرق
إجراء العمليات الجراحية لعلاج العيوب الخلقية في الأطفال ، سواء كانت
فتقاً بالحجاب الحاجز أو عيوباً خلقية في مجرى البول أو في القولون ، حيث
تؤكد الدراسات أن هنالك أبحاثاً وتجارب جديدة نتائجها مبشرة بالنسبةِ إلى
علاج العيوب الخلقية في مجرى البول .
والعيوب الخلقية لمجرى البول هي : عدم اكتمال النمو
الطبيعي لمجرى البول الخارجي من المثانة حتى يصل إلى نهاية عضو الذكر (
القضيب ) .
ولهذه العيوب أنواع , فالنوع الأول : الإحليل التحتي
Hypospadias ويحدث بمعدل حالة واحدة لكل 300 طفل ذكر ، وفي هذه الحالة
يتوقف نمو مجرى البول في أي مكان أسفل عضو الذكر ( القضيب ) مع وجود أنسجة
متسلقة هي باقي مجرى البول غير المكتمل حيث تؤدي إلى انحناء الجزء الأخير
من القضيب عند الانتصاب وأيضاً يلاحظ عدم اكتمال نمو الجلد الزائد المغطي
لرأس القضيب ( ختان الملائكة ) ، والنوع الآخر Epispadias وهو نادر جداً
حيث إنه يحدث لحالة من كل مليون ونصف ذكر وفي هذه الحالة يتوقف اكتمال نمو
جدار المثانة والجزء الأمامي من القضيب مع عدم اكتمال التحام عظام المثانة .
ويوجد للعيوب الخلقية ثلاث درجات , درجة بسيطة حيث
توجد فتحة البول أسفل رأس القضيب ، ودرجة متوسطة توجد فيها فتحة البول أسفل
جسم القضيب ، أما الدرجة الشديدة فتوجد فتحة البول عند كيس الصفن .
ومن الأسباب التي تؤدي إلى العيوب الخلقية لمجرى البول
نقص تأثير هرمونات الذكورة “ الاندروجستين ” على الأنسجة ، وعوامل وراثية
حيث وجد أن نسبتها تزيد إذا كان الأب أو الجد مصابا بالحالة 8 – 14 في
المائة ، ولوحظ حدوث الحالات عندما تكون الأم نباتية الغذاء ولكن بنسبة
قليلة جداً .
وبالنسبة إلى العيوب الأخرى التي تصاحب هذا النقص هي عدم نزول الخصية لكيس الصفن بنسبة 9 في المائة ، وعيوب بالكلية أو الحالب .
ومن تأثيرات العيوب الخلقية لمجرى البول على المصاب
بها عدم القدرة على التبول أثناء الوقوف مثل الأطفال العاديين ، حيث إنه
عند التبول يمر البول إلى أسفل وليس إلى الأمام ولهذا لا يمكن للطفل التبول
مثل بقية الأطفال من وضع الوقوف ولكن يتحتم عليه الجلوس .
أما عن التأثيرات النفسية على الطفل فتتأثر حالته لوجود هذا العيب الخلقي وعدم مقدرته على التبول بشكل طبيعي .
وعن تأثيرات هذه الحالة على الحياة الجنسية فيجب
التأكد من أن مرضى هذا العيب الخلقي لا يعانون أي ضعف جنسي ويمكنهم التزاوج
بشكل طبيعي والإنجاب ولكن إذا كانت الحالة شديدة ويوجد انحناء لجسم القضيب
أثناء الانتصاب يمكن أن يجعل عملية الجماع صعبة ومؤلمة نتيجة انحناء العضو
وهذا العيب الخلقي ليس خطرا ولا يؤدي إلى أي أضرار صحية ماعدا الأضرار
النفسية السابق ذكرها .
ولعلاج مثل هذه الحالات يجب على الأسرة زيارة طبيب
متخصص في هذا المجال للكشف على الطفل وتحديد درجة الإصابة ومدى الاحتياج
للجراحة وموعدها ، وسوف يقوم الطبيب بالتأكد من عدم وجود عيوب خلقية أخرى
مصاحبة بالكشف وعمل الفحوصات اللازمة . و العلاج دائماً في مثل هذه الحالات
يكون جراحياً لإصلاح العيب الخلقي .
العلاج الجراحي مهم لإصلاح انحناء القضيب واستكمال
مجرى البول حتى نهاية رأس القضيب مع استئصال الجلد الزائد وإعطاء المريض
قضيبا طبيعي الشكل والوظيفة وبهذا يستطيع الطفل التبول مثل باقي أقرانه .
والهدف من العلاج هو جعل الطفل طبيعيا قبل دخوله المدرسة .
( 5- 6 سنوات ) ، وبعض الجراحين يحبذ إجراء الجراحة
في أول سنة ولكن معظم جراحي التجميل يجري العمليات ( 3 – 5 سنوات ) حيث
يكون الطفل أكثر تعاوناً في مرحلة النقاهة ، ويكون قد تم تعليمه على التحكم
في التبول .
وعمليات تصليح مجرى البول عديدة وتعتمد على مكان فتحة
البول وما يفضله الجراح ولكن غالباً إذا كانت الحالة بسيطة قد لا تحتاج
لجراحة أو إلى عملية واحدة . أما إذا كانت الحالة متوسطة أو شديدة غالباً
ما تحتاج إلى عمليتين .
و الهدف من العملية هو تكون مجرى بول جديد يمتد من
فتحة البول القديمة وحتى طرف رأس القضيب بعد كل عملية يحتاج المريض إلى
المكوث في المستشفى من 3 – 5 أيام مع وجود قسطرة لتحويل البول عن مكان
العملية . واحتمال المضاعفات وارد مع أي تدخل جراحي ، ولكن لهذه العملية
هناك احتمال حدوث التهاب وتآكل الخيوط الجراحية التي تحكم مجرى البول
الجديد ، وهذا ينتج عنه إما فتحة صغيرة ثانوية يمر منها البول وإما انهيار
جزء من مجرى البول الجديد يستلزم إجراء جراحة أخرى لتصليح هذه المضاعفات .
وبالنسبةِ إلى طول فترة النقاهة فيحتاج المريض إلى راحة ومتابعة طبية لمدة
ثلاثة أسابيع حتى يتمكن من التبول بدون ألم .