سرعة القذف

يتعرض العديد من الرجال أثناء عملية الاتصال الجنسي
إلى قذف السائل المنوي أسرع مما هو متوقع من الشريك الآخر في عملية الجنس ،
وطالما أن هذا يحدث بشكل غير تكراري فهو ليس اضطراباً أو أمراً يدعو للقلق
أو حتى مجرد التفكير فيه .
لكنه إذا أصبح هو السمة المسيطرة على الاتصال الجنسي
ولا يتم بما يحقق إشباع الطرف الآخر سواء قبل بدء الاتصال الجنسي أو بعد
بدئه بفترة قصيرة فهنا يسمى باضطراب أو حالة سرعة القذف أو القذف السريع أو
القذف المبكر .
والقذف السريع هو اضطراب جنسي شائع ويؤثر على حوالي
واحد بين كل ثلاثة رجال ( لكن هذه النسبة متغيرة ) ، وعلى الرغم من أنه
اضطراب قابل للعلاج إلا أن العديد من الرجال يخشون الإفصاح عنه أو تلقى
العلاج له .
العامل النفسي له دخل كبير في هذا الاضطراب ، إلا أنه
توجد بالمثل أسباب بيولوجية أخرى تتصل بسرعة القذف عند الرجل مثل اضطراب
ضعف الانتصاب ( Erectile dysfunction ) .
لذا لا داعي للرجل أن يعيش طيلة حياته يلازمه هذا
الاضطراب ، لأن العلاج متاح سواء بالأدوية ، بالاستشارة النفسية ، تعلم
أساليب جنسية لتؤجل عملية القذف عنده أو استخدام كل هذه الأساليب العلاجية
مجتمعة مما تجعل الحياة الجنسية شيئاً ممتعاً له ولشريكته .
* أعراض سرعة القذف :
لا توجد معايير طبية تحدد كم يستغرق الرجل من الوقت
لكي يقوم بعملية القذف أثناء الاتصال الجنسي – والعلامة الرئيسية لسرعة
القذف هو حدوثه قبل استمتاع الطرفين بالعملية الجنسية مما يؤدى إلى عدم
تحقق ما يسمى بالإشباع أو المتعة الجنسية ، وقد يتكرر حدوث ذلك في كل
المواقف الجنسية حتى أثناء ممارسة عادة الاستمناء أو بمجرد حدوث الاتصال
الجنسي ( بمجرد دخول القضيب إلى المهبل ) .
* أسباب سرعة القذف :
أولاً – العوامل النفسية :
يعتقد الأطباء أن الخبرات الجنسية الأولى تُوجِد نمط
من العلاقة الجنسية من الصعب تغييرها لاحقاً ، ومن الأسباب النفسية التي
تساهم في حدوث هذا الاضطراب :
- المواقف الجنسية التي يتعمد فيها الرجل إلى الإسراع
لحدوث عملية الاتصال الجنسي والوصول سريعاً بقمة النشوى الجنسية من اجل ألا
تكتشف المرآة مواطن الضعف عنده .
- الشعور بالإثم الذي يقوى الرغبة في إتمام الاتصال الجنسي سريعاً .
- القلق ، فالعديد من الرجل ممن يعانون من اضطرابا
سرعة القذف يعانون من اضطراب القلق تجاه أدائهم الجنسي أمام الشريك الآخر ،
بالإضافة إلى القلق الذي يحدث بسبب ضغوط الحياة وأعباء العمل ، وهناك نوع
ثالث من القلق يتصل بخلل بيولوجي ( ضعف الانتصاب ) فخشية الرجل من عدم
قدرته على مداومة انتصاب قضيبه أثناء الاتصال الجنسي قد يعانى من التسرع في
عملية القذف التي قد يكون من الصعب تغييرها .
ثانياً – الأسباب البيولوجية :
يعتقد الخبراء بالمثل في العديد من الأسباب البيولوجية التي تساهم بقدر كبير في سرعة القذف عند الرجال :
- معدلات الهرمونات غير الطبيعية .
- الاستجابة غير الطبيعية لجهاز القذف .
- اضطرابات معينة في الغدة الدرقية .
- المعدلات غير الطبيعية للمواد الكيميائية التي توجد بالمخ (Neurotransmitters chemicals ) .
- صفات وراثية .
- ونادراً ما تسبب العوامل التالية في سرعة القذف :
أ- الضمور الذي قد يحدث في الجهاز العصبي الناتج عن جراحة أو إصابة .
ب- الانسحاب من المواد المخدرة ، الأدوية التي تستخدم لعلاج القلق أو تلك المستخدمة لعلاج الحالات المرتبطة بالصحة العقلية .
وعلى الرغم من أن الأسباب النفسية والبيولوجية تلعب
دوراً رئيسياً في معظم حالات سرعة القذف ، فإن العلماء تعتقد أن العوامل
الفسيولوجية لها تأثير أكبر في النوع الرئيسي من سرعة القذف الملازم للرجل
عند ممارسته للعملية الجنسية .
ثالثاً – عوامل تزيد من احتمالات الإصابة :
هناك عوامل أخرى تزيد من احتمالات تعرض الرجل لاضطراب سرعة القذف :
- العجز الجنسي :
كما سبق وأن أشرنا أن ضعف الانتصاب وإصابة الرجل
بالعجز الجنسي يزيد من احتمالات إصابته باضطراب القذف السريع لأن الخوف من
عدم القدرة على مداومة انتصاب قضيبه يجعله متسرعاً في عملية القذف بمجرد
الالتقاء الجنسي ، وتترجم النسبة 3:1 من الرجال يعانون من سرعة القذف
ويعانون أيضاً من اضطراب ضعف الانتصاب .
- عوامل صحية :
إذا كان الشخص يعانى من خلل في وظيفة ما بجسده سوف
تساهم في شعوره بالقلق من عدم قدرته على ممارسة حياته الجنسية بشكل طبيعي
ومنها أمراض القلب .
- الضغوط :
الإجهاد النفسي أو الذهني أو العصبي في الحياة يلعب
دوراً ليس بالهين في إصابة الرجل بالقذف المبكر ، لذا لابد من الاسترخاء
والتركيز على العملية الجنسية وعدم الانشغال بغيرها أثناء ممارستها من أجل
أداء أفضل .
- أدوية معينة :
نادراً ما يكون للأدوية تأثيراً على الرسائل الكيميائية بالمخ حيث لا تؤدى إلى إحداث سرعة القذف .
* تشخيص القذف المبكر والاختبارات :
يشخص الطبيب سرعة القذف معتمداً على تفاصيل رواية
التاريخ الجنسي للمريض ، ومن إجابات الأسئلة التي يوجهها الطبيب للشخص كما
أن الطرف أو الشريك الآخر في العملية الجنسية يكون له تأثير كبير في تقديم
العلاج والإجابة عن الاستفسارات التي يرغب الطبيب في التوصل إلى إجابات لها
، وقد يشعر البعض بالحرج وعدم الرغبة في التحدث بصراحة عن التفاصيل
الجنسية ، إلا أن هذه التفاصيل تمكن الطبيب من التشخيص الصحيح ، ومعرفة
السبب وتقديم العلاج الملائم .
كما يسأل الطبيب بالمثل عن التاريخ الطبي للشخص وليس الجنسي فقط ، كما يقوم بالفحص الجسدي .
* مضاعفات سرعة القذف والآثار السلبية المصاحبة له :
لا تؤدى سرعة القذف إلى اضطرابات صحية أخرى خطيرة ، لكن لها تأثير نفسي سيء على الحياة الشخصية متمثلة في :
- ضغوط في العلاقات الجنسية .
- مشاكل في الخصوبة ، الشخص الذي يعانى من سرعة القذف يجعل من الصعب على شريكته حدوث الإخصاب ومن ثَّم الحمل عندها .
* علاج سرعة القذف :
تتضمن خيارات العلاج لسرعة القذف على :
1- العلاج الجنسي .
2- العلاج الدوائي .
3- العلاج النفسي .
وقد يكون العلاج عند بعض الرجال مشتملاً على الثلاثة أنواع هذه .
أولاً – العلاج الجنسي :
في بعض الحالات قد يكون العلاج الجنسي عبارة عن خطوات
بسيطة مثل ممارسة العادة السرية لمدة ساعة أو ساعتين قبل ممارسة الاتصال
الجنسي لكي يكون الرجل قادراً على تأجيل عملية القذف أثناء ممارسة الجنس .
كما يوصى الأطباء بتجنب حدوث الاتصال الجنسي لفترة من الزمن والتركيز على
المداعبات الجنسية التي تسبق عملية الاتصال وعليها يزول الضغط النفسي من
عند الرجل بعد ذلك عند ممارسة الاتصال الجنسي وبالتالي عدم حدوث القذف بشكل
سريع .
وهناك ما يسمى بطريقة عصر مقدمة القضيب يوصى بها
الطبيب أيضاً ( Squeeze technique ) ، وهى نوع من التدريبات وتتلخص في
الخطوات التالية :
الخطوة الأولى :
البدء في النشاط الجنسي كما هو معتاد عليه باستثارة القضيب حتى شعور الرجل بأنه على وشك القيام بالقذف .
الخطوة الثانية :
أن تقوم المرأة ( الطرف الآخر في عملية الاتصال الجنسي
) بعصر مقدمة القضيب مع الاستمرار في ذلك لعدة ثوانٍ حتى يشعر بزوال رغبة
القذف .
الخطوة الثالثة :
بعد الانتهاء من العصر يتم الانتظار لمدة 30 ثانية ،
ثم العودة مرة أخرى إلى المداعبة التي تسبق عملية الاتصال الجنسي (
Foreplay ) وسيلاحظ الرجل أن أسلوب العصر هذا جعل القضيب أقل انتصاباً عن
ذي قبل وبمجرد استئناف الاستثارة الجنسية يستعيد انتصابه الكامل .
الخطوة الرابعة :
سيشعر الرجل بعد المداعبة بالرغبة في القذف ، وحينها
يُعاد أسلوب العصر ومع تكرار هذا التكنيك عدة مرات يمكن أن يتخلل قضيب
الرجل مهبل المرأة بدون حدوث قذف سريع كما كان يعانى من قبل ، وبالممارسة
سيتعلم الرجل كيف يؤجل القذف لتصبح عادة طبيعية عنده بدون استخدام أسلوب
العصر .
ثانياً – العلاج الدوائي :
هناك مضادات للاكتئاب وكريم بنج موضعي يستخدم لعلاج
القذف السريع . وعلى الرغم من عدم اعتماد إدارة الأغذية والعقاقير
الأمريكية لها في علاج مشكلة القذف المبكر إلا أن هناك بعض التوصيات
الإرشادية باستخدامها لهذا الغرض ، وقد يكون هناك احتياج لتجربة أدوية أو
جرعات لاكتشاف ما هو الملائم لكل رجل .
الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب قد تؤجل الوصول
لهزة الاتصال الجنسي ( قمة النشوة والمتعة الجنسية ) ، لذا يوصى بعض
الأطباء وخاصة لمن يعانون من القذف المبكر باللجوء إلى هذه الأدوية
للاستفادة من آثارها الجانبية . وعليه لا يكون الاحتياج لمثل هذه الأدوية
بشكل يومي لمنع سرعة القذف وإنما الاكتفاء بجرعة بسيطة قبل ساعات من ممارسة
العملية الجنسية . ومن الآثار لجانبية الأخرى لمضادات الاكتئاب : الغثيان ،
جفاف الفم ، الدوار ، قلة الشهوة الجنسية .
أما كريم البنج الموضعي فيدهن على القضيب لتخدير
الإحساس به وبالتالي تأجيل عملية القذف عند الرجل ، ويتم دهانه قبل ممارسة
الاتصال الجنسي بفترة قصيرة ثم مسحه قبل الاتصال عندما يشعر الرجل بفقد
الإحساس الكافي الذي يمكنه من تأجيل القذف . هناك بعض الرجال تتبرم من مثل
هذا العلاج لأنه يفقده الإحساس في القضيب وبالتالي يفقدهم الإحساس باللذة
الجنسية أثناء ممارستها ، ونفس الشيء يحدث بالنسبة للسيدات التي تعانى من
فقد الإحساس بالأعضاء التناسلية لامتداد تأثير المخدر إليهن على الرغم من
مسح الكريم قبل اتصال القضيب بالمهبل .
وفى بعض الحالات النادرة تسبب مواد الكريم نوعاً ما من الحساسية الجلدية .
ثالثاً – العلاج النفسي :
التحدث مع أخصائي نفسي يساعد في علاج الاضطراب سواء
بمواجهة القلق الحاد عند الرجل بخصوص الأداء الجنسي من خلال التوصل إلى طرق
أكثر فاعلية للتعامل مع الضغوط وممارسة العملية الجنسية بشكل أفضل .
* تجنب القذف المبكر :
في بعض الحالات ، قد يكون السبب الرئيسي في إصابة
الرجل بالقذف المبكر هو عدم وجود الرباط القوى العاطفي بينه وبين شريكته ،
عدم مقدرة كل طرف على فهم احتياجات الطرف الآخر ، أو عدم فهم الاختلافات في
الوظائف الجنسية لكل من الرجل والمرأة ، فالمرأة تحتاج إلى استثارة مطولة
عن الرجل لكي تصل إلى هزة الجماع وقمة النشوة الجنسية . هذا الاختلاف يتسبب
في وجود غضب واستياء من العلاقة العاطفية بين الشريكين وبالتالي إضافة
ضغوط للعلاقة الجنسية وعندما يشعر الرجل بمثل هذه الضغوط تزيد لديه
احتمالات حدوث القذف المبكر أثناء ممارسة الاتصال الجنسي .
التقارب بين طرفي العلاقة يجدي ، تجربة العديد من
المحاولات حتى الوصول إلى ما يرضى كلا الطرفين مطلوب لتقليل الصراع وسد
الفجوة العاطفية لأداء جنسي أفضل ، الحوار مع الطرف الآخر في حالة عدم
الرضاء عن العلاقة الجنسية فالتحدث عن الرغبات أمر لا يستهان به بشرط أن
يكون بطريقة لطيفة وبدون توجيه اللوم للطرف الآخر .
إذا لم ينجح الشخص في حل مشاكله الجنسية بنفسه ، عليه باللجوء إلى الطبيب المختص على الفور .